ورقة بحثية لنداء يونس حول المسارات النظرية والمنهجية لبحوث المؤثرين في الملتقى الدولي الافتراضي متعدد التخصصات
المقال تم نشره على موقع wattan.net.
شاركت د. نداء يونس بورقة بحثية بعنوان : “المسارات المنهجية والنظرية لخطاب بحوث المؤثرين في العالم العربي-دراسة تحليلية من المستوى الثاني”، ضمن الملتقى الدولي الافتراضي متعدد
التخصصات الذي ينظمه قسم علوم الإعلام والاتصال- كلية الدراسات الانسانية والاجتماعية، جامعة باتنة 1 في الجـــــــزائر، والذي ينعقد بين 8-9/2/2023 تحت عنوان “المؤثرون وفوضى صناعة المحتوى في البيئة الرقمية-مقاربة نقدية للسياقات والمفاعيل”، ويشارك فيه اكثر من 52 بحثا من دول عربية وإسلامية واوربية وآسيوية تناولت ظاهرة المؤثرين ضمن عدد من المقاربات. المنهجية والمفاهيمية والتحليلية في عدة محاور منها: فهم ودراسة المؤثر، قراءة في المناهج والنظريات؛ وصناع المحتوى في البيئة الرقمية، قراءة في المشهد وتجلياته؛ والمحتوى الرقمي للمؤثرين، انعكاساته وتجلياته؛ والمحتوى الرقمي، تجلياته وأدواره. وعقد هذا الملتقى برئاسة د. مريم ناريمان نومار، وتولى الاشراف العام عليه أ.د. كمال بوقرة وكانت الرئاسة الشرفية للأستاذ د. ضيف عبد السلام.
وسعت د. يونس من خلال هذا البحث إلى رصد المسارات النظرية والمنهجية المستخدمة في بحوث المؤثرين في العالم العربي، ومدى تأثير هذا الفهم على المسارات البحثية المستخدمة باستخدام منهج التحليل من المستوى الثاني على أرضية نموذجي التمركز الذاتي ونموذج الهيمنة والسيطرة، ومن خلال المسح الشامل لكل الأبحاث ورسائل الماجستير والدكتوراه المنشورة إلكترونيا والتي بلغ عددها 84 دراسة توزعت على 59 بحثا و16 رسالة ماجستير و9 رسالة دكتوراه تناولت ظاهرة المؤثرين في العالم العربي وعلى ثلاثة مستويات: المؤشرات الكمية للعينة وتشمل توزيع عينة الدراسة وفقا لسنة النشر، والنطاق الجغرافي والتقني ووعاء النشر وأنواع الدراسات؛ وثانيا: مستوى الاهتمامات البحثية وموضوعات الاهتمام البحثي، وثالثا: مستوى الأطر النظرية والمنهجية وتشمل مدى استخدام الأطر النظرية والمداخل المفاهيمية والفكرية التي وظفتها بحوث العينة و الأطر المنهجية و أدوات جمع البيانات.
تكشف المؤشرات البحثية عن مساهمة 2022 بأكبر عدد من الأبحاث المنشورة منذ نشأة هذه الظاهرة عام 2014، وتركزها في الجزائر تليها مصر وبفارق هائل مع بقية دول العينة؛ واهتمامها بدراسة وسيلتي تواصل فأكثر وبما يقارب ثلثي العينة. تربع انستجرام على رأس قائمة النطاقات الرقمية لدراسة المؤثرين في وسيلة واحدة. يبدو الاهتمام بدراسة عمل المؤثرين خارج مواقع التواصل مثل الإعلانات ضئيلا، اذ تركز الجهد البحثي على دراسة عملهم في مواقع التواصل الاجتماعي بما يقارب 97% من مجمل بحوث العينة. تنتمي أغلب بحوث العينة الى الدراسات الوصفية بنسبة 82.14%؛ وتوزعت أغلب الاتجاهات البحثية على أدوار وسمات المؤثرين بنسبة 69.05 %، فيما توزعت البقية على: بنية خطاب المؤثرين وبشكل ضئيل جدا على البيئة الإلكترونية والبحثية لعملهم.
خلصت الدراسة إلى أن معظم بحوث المؤثرين في العالم العربي وتحديدا في مواقع التواصل الاجتماعي – وتشكل الأغلبية الساحقة من اهتمامات بحوث المؤثرين – سلكت مسارا بحثيا قائما على نموذج التمركز الذاتي، واغفلت نموذج الهيمنة والسيطرة أي عمل المؤثرين في إطار منصات التواصل كفضاءات للرقابة والعقاب وإعادة إنتاج الهيمنة وانتهاك الذات الرقمية، أي كشكل رقمي للسلطات المتمركزة التي تفرض أيديولوجيتها وقيمها من خلال الذكاء الصناعي، في إطار قدرة المنصات الرقمية على تقييد المحتوى وتحيزات التحكم بالرؤية والنفاذية وما تفرضه الخوارزميات من إمكانية التحكم بالوصول والنشر والتنظيم الكمي والحسابي للذوات الرقمية كفضاء هيمنة يتم التحكم بما يقال فيه وما لا يمكن قوله، وبما يشمل التأثيرات ما بعد-الشخصية على نفاذيتهم ووصوليتهم، ما يعكس عدم شمولية في فهم ظاهرة المؤثرين وإغفالا للجوانب التكنو-سياسية لعملهم، وحيث تستطيع المنصات الرقمية أن تقوض قدرة المستخدمين وأصحاب المصلحة الآخرين المدركة ذاتيا على تمييز عمل الخوارزميات وتقييدها لنشر المحتوى بشكل مستقل عن “الحقيقة” التي تفرضها هذه المنصات، وحيث لم يتناول أي بحث تقييد المحتوى الرقمي للمؤثرين وصناع المحتوى الفلسطينيين على منصات التواصل الاجتماعي مثلا أو مؤثري الاستعمار والإرهاب والتطرف، كما اغفلت مناقشة مسألة الهوية وانتهاك الذات المؤثرة الرقمية وخصوصيتها من خلال تشييئها وتسليعها وإعادة إنتاج الهويات والعبودية الطوعية.
وأوصت الدراسة بضرورة توجيه الاهتمام العربي لإجراء دراسات استكشافية واستطلاعية وتجريبية وتطبيقية، ودراسة عمل المؤثرين ضمن سياسات حجب محتوى المؤثرين أو كفعل اتصالي خاضع لسلطة المنصات الخطابية وتقييد الوصول والنفاذية بالخوارزميات وتقنيات أخرى مثل gaslighting؛ وإلى نظريات نماذج الهيمنة والسيطرة او البروباغاندا كتحكم انعكاسي، واستخدام أدوات تحليل المضمون وتحليل الخطاب بالإضافة إلى المقابلات المعمقة والملاحظة بالمشاركة ومجموعات النقاش المركزة، والتركيز على موضوعات أخرى مثل خطاب الأطفال المؤثرين ومؤثري الإرهاب وأدوارهم واستراتيجياتهم، وخطورة المحتوى الرقمي والاشاعة والتضليل الإعلامي واستخدام المتابعين الوهمين fake followers في صفحاتهم؛ وإلى التوظيف الأمثل للأطر النظرية، وإلى توظيف أطر نظرية ومفاهيمية جديدة، وباتجاه معمق و/أو مخالف للاتجاه البحثي السائد المقتصر على بحوث التسويق أو نماذج التأثير أو النظريات الاجتماعية وعلى السمات والمهارات التأثيرية والسمات الشخصية للمؤثرين أو الاستراتيجيات. الاقناعية. ومناهج مثل تحليل المستوى الثاني لمعرفة الاتجاهات وتجنب التكرار والمناهج السيمولوجية بالإضافة إلى المقابلات المعمقة والملاحظة بالمشاركة ومجموعات النقاش المركزة لتعميق التحليل والوصول إلى نتائج أكثر دقة. واستخدام أدوات الإعلام الجديد digital mediaومنصاته في سحب وتصنيف ومعالجة البيانات الضخمة big dat، وحيث يعمل المؤثرون والباحثون في بيئة رقمية لم تجد صدى لأدوات سحب ومعالجة بياناتها الضخمة في بحوث العينة.
المصدر: wattan.net
Related Posts
اترك تعليقاً إلغاء الرد
تصنيفات
أحدث المقالات
- جامعة باتنة تحتضن ملتقى دوليا حول فوضى صناعة المحتوى
- توصيات بتضافر جهود الأكاديميين والباحثين لتبيان مخاطر الفوضى الالكترونية
- ورقة بحثية لنداء يونس حول المسارات النظرية والمنهجية لبحوث المؤثرين في الملتقى الدولي الافتراضي متعدد التخصصات
- المحتوى الرقمي يتأرجح بين التأثير والتهافت في الجزائر – محمد لهوازي – independent عربية