الملتقى الدولي الثاني

المضامين السينمائية والدرامية في المنصات الرقمية تحولات التلقي والتأثير

عن الملتقى

ديباجة الملتقى

في ظل التقدم الهائل في التكنولوجيا وانتشار المنصات الرقمية شهد عالم الفن والترفيه كغيره من المجالات تحولات جذرية، حيث تأثرت المضامين السينمائية والدرامية بشكل كبير بظهور منصات البث الرقمي. فأصبحت تلعب دورا حيويًا في تشكيل تجربة المشاهدين وتحديد اتجاهات الفن السينمائي الحديث. ومع انتشار استخدام الإنترنت وارتفاع عدد المشتركين في هذه المنصات، شكّل المحتوى السينمائي عبر الإنترنيت جزءًا أساسيًا من ثقافة الفن والترفيه.

وتتيح هذه المنصات للمشاركين مشاهدة الأفلام والمسلسلات والمحتويات المماثلة التي يرغبون؛ متى يريدون وفي أي مكان . حيث تشير الدراسات التي أُجريت في هذا المجال إلى أن وسائل المشاهدة وعادات المشاهدين تتغير. فالأفلام والمسلسلات يتم مشاهدتها الآن على الهواتف المحمولة والحواسيب بدلاً من التلفزيونات التقليدية. علاوة على ذلك، يقضي الناس وقتًا طويلاً في متابعة مواسم المسلسلات خلال يومين أو ثلاثة. حيث أصبح بالإمكان بث المسلسلات التي تنتجها مختلف شركات السينما في العديد من البلدان والوصول إلى ملايين الأشخاص. وأهم  المنصات الرقمية Netflix وAmazon Prime وHulu وغيرها، إلى جانب ذلك ظهرت العديد من الأشكال الجديدة التي تحاكي طبيعة التلقي لدى الجمهور الجديد ومثال ذلك Reel Shorts Film  .

إن هذه التطورات أدت إلى طرح الباحثين العديد من التساؤلات التي تنطلق مما قدمه المنظرون أمثال مارشال ماكلوهان حول الرسالة والوسيلة منهم المنظر الأمريكي فراشيسكو كاسيتي Franseco Casetti

 الذي أشار في كتابة مجرة لوميير: “سبع كلمات مفتاحية لسينما المستقبل” (2015)  إلى أن “كل تغيير في البنية التكنولوجية سينتج عنه تغييرًا في طابع الوسيط، وسيكون مع الذين يُبشِّرون بموت السينما حق، عكسًا لجميع الأدلة”، حيث يؤكد: “ما يحدد وسيطًا هو في المقام الأول وسيلة للرؤية والشعور والتفكير والتفاعل، لم يعد مرتبطًا بالضرورة بـ “جهاز” واحد، حتى لو كان ذلك الجهاز الذي كان تقليديًا مرتبطًا به. هذا هو الحال مع السينما: وُلدت كاختراع تقني ومازالت مستمرة في جذبنا، بغض النظر عن الـ “جهاز” الذي تعرض من خلاله.

 وقد كان كاسيتي من الباحثين الذين اهتموا بموقف واهمية المشاهد في مستقبل الفن السينمائي وما يشهده من تطورات، حيث أشار في الكلمة المفتاحية الأولى ” الانتقال” أو إعادة التوطين “relocation”, إلى انتقال  مشاهدة الأفلام السينمائية من قاعات السينما إلى أجهزة أخرى (الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر وغيرها)، أي تغيير الوسائط. كل هذه التطورات في الشكل والمضمون أثرت من جهتها على الجمهور الذي أصبح يتلقى المضامين بطريقة مختلفة .  فمع تقديم هذه المنصات إمكانيات وصول واسعة، أصبح بإمكان المشاهدين متابعة المحتوى في أي وقت ومن أي مكان. هذا يخلق تحولًا كبيرًا في عادات المشاهدة، حيث يمكن للأفراد الاستمتاع بالأفلام والمسلسلات بمرونة تامة . وهذا ما تؤكده البيانات حول عادات المشاهدة التي نشرتها نتفليكس (2017)  والتي تشير إلى أنه عندما يكون للمشتركين أنفسهم قرار بما يشاهدون ومتى يشاهدون، تكون ذروة المشاهدة على نيتفليكس في الساعة 5 صباحًا والساعة 10 مساءً وفي تعليقها على نتائج البحث حول تغيير عادات مشاهدة التلفزيون، قالت سيندي هولاند، نائب رئيس المحتوى الأصلي في نيتفليكس: “في السنوات الأربع الأخيرة، حيث قضى المستهلكون وقتهم دون أن يلتزموا بتخطيط يومهم وفقًا لجداول القنوات التلفزيونية التقليدية، تغيرت عادات مشاهدة التلفزيون بشكل جذري في جميع أنحاء العالم. في نيتفليكس، قدمنا للمستهلكين السيطرة على ما يشاهدون في أي وقت من اليوم، ورصدنا كيف تغيرت عادات مشاهدة التلفزيون عندما تمنحهم حرية الابتعاد عن البث الثابت. هذا التغيير يُلاحظ في ملايين المشاهدين حول العالم” (نيتفليكس، 2017).

إن نقل السينما إلى أجهزة جديدة جعل المشاهدين متشابكين ليس فقط مع فيلم واحد، بل مع العديد من الأفلام. ولهذا السبب، فإنهم يفقدون التركيز بسبب غياب الفضاء المغلق وبالتالي يصبح المشاهد أكثر نشاطًا وتتحول مشاهدة الفيلم إلى “أداء” حسب تعبير “كاسيتي”.

ولم تتوقف عادات المشاهدة عند هذا الحد، حيث نلاحظ أن عرض المسلسلات على منصات كـ” شاهد” على سبيل المثال أصبح يتيح مساحة واسعة للتفاعل مع المشاهدين ومثال ذلك البودكاست الذي أصبح يعرض بعد عرض المسلسلات لمناقشة حيثيات الحلقات والأدوار المختلفة لأبطال المسلسل. ومن هذا المنطلق نسعى من خلال هذا الملتقى إلى مناقشة عرض المضامين السينمائية والدرامية على المنصات الرقمية وتحولات التلقي والمشاهدة محاور الملتقى :

  • مدخل إلى المنصات الرقمية للبث السينمائي والدرامي وتأثيرها على إنتاج الأفلام والمسلسلات

-تحليل استخدام التكنولوجيا في صناعة السينما وكيف أثرت على تجربة المشاهدين

– السينما والتلفزيون في العصر الرقمي 

  • التأثير الثقافي والاجتماعي للمشاهدة عبر الأنترنيت

– فحص كيف تغيرت عادات المشاهدة مع انتشار منصات البث عبر الإنترنت.(التحول من المشاهدة إلى الأداء)

– دراسة تأثير البث المباشر وتوفير المحتوى حسب الطلب على تجربة المشاهدة.

-دراسة كيف يؤثر المحتوى الرقمي على الثقافة والمجتمعات، وكيف يعكس تطورات المجتمعات التقنية.

  • تفاعل المشاهدين:

-تحليل كيفية تفاعل المشاهدين مع المحتوى السينمائي والدرامي على المنصات الرقمية.

-دراسة التأثيرات المشاركة والتعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي على صنع الفيلم والدراما.

-دراسة التفاعل ما بعد العرض من خلال البودكاست على سبيل المثال .

  • التحديات والفرص:

-تحليل التحديات التي تواجه صناعة السينما والدراما في عصر المنصات الرقمية.

-استكشاف الفرص الجديدة التي تأتي مع التكنولوجيا الرقمية في صناعة الإنتاج السينمائي.

  • مستقبل التنظير في مجال التلقي في ظل التطورات التكنولوجية الجديدة